رسالة مفتوحة
من الاميرمحمد الحسن الرضا المهدي السنوسي
ولي العهد الليبي
للأمين العام للأمم المتحدة
سعادة الأمين العام للأمم المتحدة
السيد/ أنطونيو غوتيريس المحترم
تحية طيبة وبعد،
لقد كان لمنظمتكم الموقرة، خلال السنوات الماضية الدور الأبرز في الإشراف على عملية إرساء السلام والوصول إلى التوافق المرجو بين الأشقاء في بلادنا من خلال بعثة الدعم التي تناوب على رئاستها العديد من الشخصيات.
هذه الجهود التي تكللت أحياناً بالنجاح ، وبالتعثر أحياناً أخرى ؛ كانت تهدف بشكل أساسي إلى رفع المعاناة عن كاهل المواطن الليبي وتحقيق درجة من الاستقرار تسمح باستئناف عملية التطوير والبناء التي تتطلع اليها أطياف المجتمع الليبي كافة. إلا أن هذه المساعي النبيلة تصطدم اليوم بواقع مؤلم يجد فيه أبناء ليبيا أنفسهم على موعد يومي مع المعاناة الشاقة في طلب الرزق وتحصيل العلم وحفظ أمنهم وسلامة بيوتهم من الدمار والانتهاك. هُجّر عشرات الآلاف من مساكنهم ويضطر ملايين السكان إلى تحمل انقطاع الخدمات الأساسية من كهرباء وماء، فيما نفقد يومياً عشرات من خيرة شبابنا في دائرة عنف تأبى أن تضع أوزارها
وكأن هذه المشاق لم تكن كافية لتهديد الوجود والسلام الأهلي والمجتمعي، لتضيف الجائحة العالمية (فيروس كورونا) التي تهدد الإنسانية جمعاء إلى المصاعب التي تنأى تحت أثقالها المؤسسات الليبية التي تكافح اليوم لتقديم الخدمات المطلوبة، في ظل شح الموارد المالية, وانقطاع إمدادات النفط التي تشكل المصدر الأساسي للدخل تحت تأثير مباشر للصراع السياسي والتصعيد العسكري الذي تشهده بلادنا.
إننا نحث منظمتكم الموقرة وبالتنسيق مع المؤسسات والجهات الدولية المعنية، بالوقوف إلى جانب بلدنا وشعبنا في ظل هذه الظروف العصيبة التي تهدد كياننا ومستقبلنا، وممارسة الضغط المناسب على الأطراف لوقف سيل الدماء والدمار، وتوجيه الدعم اللازم للمؤسسات الصحية الليبية لتجاوز تأثيرات الجائحة العالمية . كما إننا نشدد على أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في الحفاظ على مقدرات المؤسسة الليبية للاستثمار وغيرها من مدخرات الشعب الليبي التي وضعت تحت الرقابة الأممية منذ سنوات واعادتها في الوقت المناسب لاستغلالها في بناء الدولة وتطوير القدرات وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
تقبلوا بقبول فائق الإحترام
محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي
9 ابريل 2020