بسم الله الرحمن الرحيم
تهنئة من الامير محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي
الى الامة الليبية
بمناسبة عيد الفطر المبارك
أيها الشّعب الِلّيبي الكريم
السّلام عـليكم ورحـمة الله وبـركـاتـه
كل عام وأنتم بخير، وأسأل الله العزيز القدير أن يجعل عيد الفطر عيداً سعيداً على كُلِّ الِلّيبيّين، وفرجاً ومخرجاً مِن كٌلِّالمحن والمصائب والأزمات، وأتضرع إِلى الله عز وجل أن يعيده على الأمّة الِلّيبيّة والإسْلاميّة وقد تحقق مَا تصبو إليهمِن عز ونصر ونهضة واستقرار. ونستقبل عيدنا المبارك هذا، وفِي القلوب باقية ذكرى شهداء الوطن الأبرار الّذِينضحوا بحياتهم مِن أجل غد افضل والانتقال بالبلاد إِلى الحريّة والدّيمقراطيّة وبناء دولة المؤسسات والقانون وحُقُوقالإنْسَان، وأن تظل ليبَيا آمنة مستقرة ضدَّ مَنْ يريدون بها شراً أو يريدونَ أَن يُطفِئُوا نُور الحريّة ويعيدوها إِلى ظلمةالاستبداد. ويحل علينا عيد الفطر وقد أهدرت الثروات وأصاب نسيجنا الاجتماعي ما أصاب وفقد الكثير مِن عائلاتناالكريمة عزيزاً عليها مِن بين أفرادها شهيداً أو جريحاً أو مشرداً أو مخطوفاً، وموضوع المخطوفين أساسي ولابُدَّ أنيكون أولوية لأنه مشكلة اجتماعيّة وإنسانيّة كبيرة لا يمكن التغاضي عنها، فلابُدَّ أن تتكاتف كُلِّ الجهود لأجل إنقاذهم،وتعمل بشكل جاد مستمر للبحث عَن المفقودين والمخفيين قسراً وتكشف عَن مصيرهم .
أيها الشّعب الِلّيبي الكريم
لابُدَّ أن نعتمد على أنفسنا ولا نعول على حلول تأتينا مِن الخارج، فالحل أولاً وأخيراً فِي يد الِلّيبيّين وليس فِي يد غيرهم،فقد نطلب الدعم مِن الأصدقاء والأشقاء فِي المجتمع الدّوليّ، ولكن مِن غير المعقول أن ننتظر منهم حلولاً
والخارج قد يساعدنا إذا كانت لدينا رؤية، وامتلكنا الإرادة، ونظمنا أنفسنا، وقد يكون عاملاً هداماً إذا تفشَّت المنازعات،واشتعلت الفتن، وارتفعت الأصوات التحريضيّة، وعلت المصلحة الشخصيّة على المصلحة الوطنيّة. وهُنا، لا يسعنا فِيهذا المقام إلاّ أن نطالب بعض الدول بالتوقف الفوري عَن دعم أطراف الأزمة الِلّيبيّة بالسّلاح والعتاد، والّذِي مِن شأنهإطالة أمد الحرب، وعليها اتخاذ التدابير الّتي تنسجم مع التزاماتها الدّوليّة وقرارات مجلس الأمن فِي هذا الشأن. ونطالبأيْضاً الأمم المتَّحدة باتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف هذه الخروقات والانتهاك الصارخ للقرارات الأمميّة، وَفِي الوقت ذاتهنتوجه بالشكر والثناء إِلى المجتمع الدّوليّ الّذِي يدعم تحقيق الوفاق والاستقرار فِي ليبَيا، ويحاول مجلس أمنه إصدارالقرارات الهادفة إِلى محاصرة الانفلات الأمني وانتشار السّلاح، وإيجاد حل للأزمة السّياسيّة الرَّاهنة.
أيها الشّعب الِلّيبي الكريم
تذكروا دائماً مَا أوصاكم به أبانا المؤسس المَلِك إدْريْس السّنُوسي – طيب الله ثراه – الاتحاد ونبذ الشقاق وتقديمالمصلحة العامّة ونكران الذّات فِي سبيل صالح الوطن، وألا يتجاوز أحد اختصاصه إِلى اختصاص الآخر، وأن يقوم كُلِّفرد بواجبه نحو وطنه.
وأخيراً، إننا واثقون بعون الله بأن المُسْتقبل القريب العاجل هُو لليبَيا الجديدة، ليبَيا الآمنة المستقرة الموحدة كمَا أرادهاوأسسها الآباء المؤسسون.. وليبَيا الدّيمقراطيّة الناهضة الّتي حلم بها الوطنيون المخلصون . ونتضرع للمولى عز وجلبهذه المناسبة المباركة أن يزيح هذه الغمة عَن بلادنا الغاليّة، وأن يكفينا شرور هذا الزمان ويقينا الفرقة والعزلةوالشقاق، وأن يعيد عيد الفطر على الأمّة الِلّيبيّة والأمّة الإسْلاميّة بالخير ودوام الاستقرار والأمن والأمان.
محمّد الحسن الرَّضا المَهْدِي السّنُوسي
25 يونيو 2017