كلمة الأمير محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي

الي الامة الليبية

بمناسبة الذكرى التاسعة والستون

لاستقلال ليبيا

الشعب الليبي الكريم،

يجسّد يوم الرابع والعشرون من ديسمبر، ذكرى عزيزة على قلوب الليبيين والليبيات. ففي مثل هذا اليوم تُوّج كفاح الآباء والأجداد، الذين بذلوا جهوداً مضنية ومتصلة على مدار سنوات وعقود من أجل أن يحققوا إستقلالاً يوحّد بلادهم. مؤسسين لوطنهم دولة تتخذ من الدستور والقانون فيصلاً يضمن الحقوق والواجبات، في توقيت سبقوا فيه الكثير من الأمم نحو هذا الإنجاز الذي تمثل بولادة المملكة الليبية .

إننا وإذ نستحضر اليوم هذه الذكرى الوطنية الغالية ، نشعر بارتياح بالغ لتوقف دائرة العنف وسفك الدماء الذي عصف ببلادنا خلال المدة الماضية واحتكام أشقائنا إلى لغة الحوار والنقاش.

 إن هذه التطورات الإيجابية لا ينبغى أن تُنسينا ما يعاني منه المواطنون الليبيون من تغّول للفساد وتضخمٍ لحجم المشاق والمصاعب اليومية التي أصابت جميع نواحي الحياة، ونطالب بأن تعمل جميع الأطراف، سواء الليبية أو الدولية على العمل الفوري لتحسين هذه الظروف لضمان الحياة الكريمة اللائقة بمواطني بلادنا العزيزة.

لقد عانت بلادنا خلال السنوات الماضية من خلافات الأشقاء وتكالب الأعداء, وإهدار للمقدرات والثروات, وانتهاك للسيادة والإرادة الوطنية نتيجة التدخلات الخارجية السلبية التي استقوى بها بعض أبناء الوطن على البعض الآخر، ولقد آن لهذا الأمر أن يتوقف ولوطننا أن يتمالك أنفاسه وأن تقود روح العفو والصفح الطريق نحو السلام والمصالحة.

وإننا على ثقة بأنه لا خلاص لوطننا إلا باسترجاع الإطار الشرعي والقانوني الذي يتيح له ولأبنائه أن ينطلقوا في مسيرة بناء المستقبل المشرق الواعد الذي تستحقه بلادنا، وأن نحفظ عن طريقه وحدته وسلامته التي هي أمانة في أعناقنا تجاه الأجيال القادمة حفظ الله ليبيا وشعبها .

محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي

24 ديسمبر 2020