بيان الامير محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي
الي الامة الليبية
بشأن الاحداث التي تشهدها المدن الليبية
نتابع عن كثب وبقلوب يعتصرها الألم والحزن، ما آلت إليه الأمور والأوضاع في بلادنا الحبيبة من تطورات وأحداث دامية تدور رحاها بين أبناء الوطن الواحد بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث للأمة الليبية، حيث أدى الصراع المحموم علي السلطة والمال بين اطراف عدة، إلى إقحام الأبرياء والبسطاء والطيبين من أبناء الشعب الليبي في المدن والقرى والنجوع في أتون حرب مدمرة تٌرهب النساء والشيوخ والأطفال وتأتي علي ماتبقى من مقدرات وثروات البلاد وتحصد ارواح الشباب الذي كان يعول عليهم الوطن للنهوض بحاضره والتطلع الى مستقبله.
هذا الصراع العبثي على السلطة والمال والذي يتجاوز كل قواعد التنافس السياسي السلمي في ظل غياب الاساس الدستوري السليم ، لايهدد فقط مدينة طرابلس وماحولها، بل يمتد تأثيره السلبي إلى جميع أنحاء وطننا الغالي في المدن والمناطق الليبية بما يحمله الخطاب المصاحب لهذا الصراع من بث للفتنة والبغضاء بين ابناء الشعب الواحد، وإننا ندعوا الإعلام الليبي بمختلف وسائله وتوجهاته وأغراضه إلي تحمّل المسؤلية التي تفرضها الشرائع السماوية والقوانين الدولية من الالتزام بعدم تأجيج خطاب الكراهية والعنف والتحريض عليهما، وأن تساهم في المقابل في جهود التقارب والمصالحة والتهدئة وعدم اقحام أطياف ومكونات الشعب الليبي في صراع جنوني لايتحملون مسؤوليته مذكّرين بالآية الكريمة “وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”.
يعز علينا خلال هذه الاوقات العصيبة أن نري ليبيا التي تركها الملك الراحل إدريس السنوسي دولة موحدة بدستورها وجيشها وبرلمانها، وناضل من اجل وجودها واستقلالها والحفاظ عليها الآباء والأجداد من مختلف المدن والقبائل والمكونات الليبية، وقد اصبح أبناؤها اليوم يستبيح بعضهم دم البعض وينتهك بعضهم حرمات البعض، في مشهد لا يقبله الوعي الوطني الليبي وضميره الذي نعلم أنه لايزال حياً في النفوس والصدور.
ولذا، فإننا نطالب وبشكل فوري وعاجل إلي وقف جميع أعمال العنف والاقتتال حقناً للدماء وحفاظاً علي الارواح والممتلكات والمُقدرات، وإلى تحييد المدن والقرى الليبية وابعادها عن دائرة صراع الأطراف المختلفة على السلطة والمال، مؤكدين على أنه لا بديل عن الحوار السلمي والحضاري كسبيل للاختلاف والتنافس السياسي بين أبناء الوطن الواحد والوصول الي تحقيق المصالحة وقيام الدولة الليبية المنتخبة.
حفظ الله ليبيا
محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي
12 ابريل 2019