المرأة الليبيه ..تاريخ وتطلعات…
امينة خير الله الحاسية
في كل الثورات و كل الحروب التي عرفتها البشرية تبرز الأحداث أدوار الكثير من الرجال و القليل من النساء، فيذهب الرجال ببريق الأحداث من انتصار و مجد و أوسمة و تخليد في التاريخ و تحصد النساء آثار الحرب و همومها لأجيال عدة.
تفقد المرأة زوجها أو أخيها أو أبيها و قد تفقد فلذة كبدها من شاب أو طفل رضيع و قد ينتهي بها الحال في الملاجئ تائهة في الدول المجاورة أو حتى تتوه داخل بلدها أو قد ينتهك عرضها،، ،
وبمرور الأحداث ومرور الزمن تبقى الأم هي الذاكرة التي تذكر أبنائها و أحفادها بما حدث في تلكم الحرب أو الثورة أو الأحداث الدامية. و يبدو لي أن القتال دوما جرم يضطلع به الرجال إلا أن النساء يدفعن معظم جريرته على المدى الطويل. لنعرج هنا على ماتعرضت له النساء الليبيات منذ الأزل.
لنمر بمعتقلات الطليان وما عانته المرأة وماعانته إبان انقلاب سبتمبر من ظلم وإقصاء برغم ماقدمه النظام الدكتاتورى من تزييف وتطبيل وخداع من أجل تحرر المرأة الليبية.واستخدمها النظام السابق دعايه رخيصة . إلا انها واصلت وثابرت واجتهدت فى تلقي العلم لتتصدر قوائم المتفوقين والناجحين …وصولا الى ثورة السابع عشر من فبراير المجيدة وجميعنا رأى مساهمتها الفاعلة فى الساحات والميادين وكيف كان لها الدور العظيم والمساهمة الخلاقة في بناء الدولة وتأسيس الجمعيات والاعمال التطوعية ومشاركتها السياسية كناخبة ومرشحة ولم يكن لها أي دور فى صراعات الطامعين والمخربين لبناء دولة المؤسسات خلال السنين القريبه الماضيه بل آثرت النضال وطلب السلام والدولة المنشودة فطالت يد الغدر مسيرتها فكانت سلوى بوقعيقص وفريحة البركاوى شهيدات واجب ورمز للتضحيات..
ومازالت المرأة الليبية تبذل كل غال ونفيس فى سبيل الوطن ومن اجل مستقبل زاهر.
واكبت تلك المعاناة.سلسلة طويلة من النضالات السياسية وإجتماعية وإقتصادية والثقافيه لرائدات ليبيات منذ الشروع في بناء الدولة الوطنية الليبية.وبعد الاستقلال حيث أنشأ الملك الصالح إدريس السنوسى رحمه الله ليبيا موحدة دشنها بوثيقة دستورية تحفظ الحقوق وتصون الحريات. برز وقتها رائدات للوطن فى البناء ونشر الوعى والعلم والمعرفة التى كان جلالته حريصا على نشرها والارتقاء بها فولى كثيرا من الاهتمام لتلك النشاطات النسوية ،،، مثال لاو لئك الرائدات (السيدة خديجة الجهمى وحميدة العنيزى )وكثيرات …
لا يسعنى ذكر اسمائهن الآن ..ايضا مؤسسات نسوية جمعية النهضةالنسائية التى كانت اول جمعيةنسائية فى ليبياتاسست 1954 كالاتحاد النسائي الليبى والحركة الكشفيه للمرشدات …وغيرها وقد حرصت المملكه الليبية على سن كثير من الضمانات الدستورية والقانونية بالدستور الليبى المعد 51 وتعديلاته.وايضا رزمة من القوانين التى وضعاتها تلك الحكومات المتتاليه فى عهد الملكية حرصت على المساوة والمواطنه وتكافؤ الفرص والحقوق السياسية على تقليد المناصب القيادية فى الدولة للمراة الليبية ..أهمها المادة 11..من الدستور الملكى الدى أقر عدد من الحقوق والمساواة وتكافؤ الفرص والمسؤولية المتساويه فى المهام والحقوق والواجبات دون تمييز..
كما انه اعطى للمواطنة الليبيه حق المواطنه بالمادة 8 بالدستور الليبى
من هذا المنطلق نوجه النداء لكل الليبيات بالمطالبة ب:
1- بالعودة للشرعية الدستورية وفق آخر ما إنتهت اليه فى نهايه اغسطس 1969وتفعيل دستور المملكة الليبيه الذى حاز شرعيته بتوافق ألأباء المؤسسين واعتراف الامم المتحدة واشرافها
. 2-دعوة سيادة الأمير محمد الحسن الرضا المهدى السنوسى للعودة للبلاد ومباشرة مسؤولياته وسلطاته الدستورية طبقا لنصوص الدستور الليبي والذى سيواصل بها أداء رسالة المؤسسين الأجلاء لبلادنا الغاليه .وما رأيناه من سموه ولمسناه فى كل خطاباته التى وجهها للشعب الليبى فى مناسبات عدة آخرها رده على مؤتمر غريان التاريخى المنعقد الشهر الماضى فى غريان (من خلال رسالته فى خطاب وجهه للشعب الليبى وذكر الليبيات الاخوات والمواطنات فى عدة مرات)
..افلا يدل ذلك إلا على ادراكه وعلمه بما تعانيه المرأ ة الليبيه من ظلم وقهر وتهجير وألم ؟
3-دعوة الأمم المتحدة للقيام بدورها وواجبها القانونى.لمساعدة الليبيين للعودة للشرعية الدستورية واستئناف الحياة الدستورية ..فلقد سئم شعبنا هذا النفق المظلم الذى جرنا الى هلاك مقدراتنا الطبيعية والبشرية والاقتصادية ،ونزيف الدم الهادر نتاج صراعات المصالح وصراع السلطة.
(عاشت ليبيا ..وعاش شعبها الكريم)
أمينة الحاسية
مينة خيرالله الحاسية
مواليد1966 مواليد مدينة البيضاء
المهنة.مهندس خبير بمجال تكنولوجيا الاغذية
مكان العمل .. مركز بحوث ودرسات جامعة عمر المختار
مجالات اخرى
مهتمة بالشأن العام الليبى
-متحدث ومؤسس لمبادرة سيدات ليبيا لانقاذ الوطن
-رئيس مجلس ادارة ملتقى التغيير لتنمية وتمكين المرأة والشباب
_عضو مؤسس لمجلس أعيان وخبراء وشيوخ مدينة البيضاء أبان ثورة17فبراير
-عضو مؤسس حراك العودة الملكية فى ليبيا .